الأسهم الآسيوية تتراجع وسط مخاوف الفائدة الأمريكية وارتفاع التضخم

المؤلف: بلومبرغ08.10.2025
الأسهم الآسيوية تتراجع وسط مخاوف الفائدة الأمريكية وارتفاع التضخم

شهدت الأسواق الآسيوية انخفاضًا ملحوظًا يوم الجمعة، لتنهي بذلك أطول سلسلة من المكاسب المتتالية منذ يناير الماضي، ويعزى هذا التراجع إلى فتور شهية المستثمرين تجاه المخاطرة، وذلك في ظل الضبابية التي تكتنف مستقبل قرارات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وتراجع مؤشر "إم إس سي آي" لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة تقدر بنحو 0.6%، وقادت الخسائر الأسهم اليابانية. وشهد مؤشر "توبكس" الياباني تراجعًا بنسبة 0.7%، وذلك بعد أن أنهى تداولاته في الجلسة السابقة عند أعلى مستوى تاريخي له.

وعلى النقيض تمامًا، حقق مؤشر "إس آند بي 500" الأمريكي قفزة نوعية إلى مستوى قياسي جديد يوم الخميس، وهو المستوى العاشر الذي يسجله خلال 19 يومًا فقط، مدعومًا بتحقيق قطاع التكنولوجيا لمكاسب كبيرة.

كما صعد الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي، بينما ظلت عوائد سندات الخزانة الأمريكية مستقرة بعد انخفاضات استمرت ليومين متتاليين. وفي سياق متصل، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول "ليست بالأمر الضروري"، وذلك عقب زيارة قام بها إلى مقر البنك المركزي.

التفاؤل الحذر يسيطر على الأسواق وسط ترقب لسياسة الفائدة
لقد سجلت الأسهم مكاسب ملحوظة منذ بلوغها أدنى مستوياتها في شهر أبريل، وذلك تزامنًا مع تزايد ثقة المستثمرين بأن الحرب التجارية التي يشنها الرئيس ترامب لن يكون لها تأثير سلبي كبير على الاقتصاد أو على أرباح الشركات، كما كان يُخشى في السابق.

إلا أن البيانات الأمريكية القوية الأخيرة بشأن الوظائف قد قللت من التوقعات بإجراء خفض وشيك في أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي قبل اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل. وقد قام المتداولون بتعديل رهاناتهم بشكل طفيف، ويتوقعون الآن أقل من خفضين هذا العام، وذلك بعد أن انخفضت طلبات الحصول على إعانات البطالة للأسبوع السادس على التوالي.

وفي هذا الصدد، صرح كريس لاركن من شركة "إي تريد" التابعة لـ"مورجان ستانلي" قائلاً: "لا تزال الإشارات القوية الدالة على وجود تصدعات كبيرة في سوق العمل محدودة. وإذا استمر الوضع على هذا النحو، فسيكون لدى الفيدرالي سبب أقل للإقدام على خفض أسعار الفائدة".

وشهدت أسهم قطاع التكنولوجيا ارتفاعًا ملحوظًا يوم الخميس، مدفوعة بتحقيق شركة "ألفابت" لأرباح قوية، الأمر الذي أبقى على التوقعات باستمرار ازدهار الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعود بالنفع على عمالقة التكنولوجيا الأمريكية. وسجلت شركة "إنفيديا" مستوى قياسياً جديداً.

وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في التداولات الآسيوية اليوم الجمعة، وذلك بعد أن أصدرت شركة "إنتل" توقعات متفائلة بشأن مبيعاتها.

وفي اليابان، تراجعت الأسهم بفعل إقبال بعض المستثمرين على جني الأرباح بعد أن قفز السوق على مدار يومين متتاليين في أعقاب إبرام صفقة تجارية مع الولايات المتحدة.

وأشار ماسايوكي دوشيدا، كبير المحللين في معهد "راكوتن للأبحاث الاقتصادية"، إلى أن "المستثمرين يقومون بجني الأرباح قبيل عطلة نهاية الأسبوع بعد تحقيق مكاسب قوية. ولتحقيق المزيد من الصعود، نحتاج إلى إشارات قوية تؤكد تفاؤل الشركات بشأن أرباحها".

تباطؤ وتيرة التضخم في طوكيو
وفي سياق منفصل، تباطأت تكاليف المعيشة في العاصمة اليابانية طوكيو للشهر الثاني على التوالي، ويعزى ذلك إلى بعض العوامل المؤقتة، على الرغم من استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ويرى غارفيلد رينولدز، الخبير الاستراتيجي في "ماركتس لايف"، أن "الأصول الخطرة تبدو متساهلة بشكل ملحوظ تجاه الأضرار المحتملة الناجمة عن الرسوم الجمركية، وذلك على الرغم من الإشارات الواضحة التي تطلقها أسواق الدخل الثابت والتي تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تواجه خطر حدوث ركود تضخمي".

وأضاف قائلاً: "من اللافت للنظر أن المستثمرين أصبحوا أكثر قلقًا بشأن التضخم مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفعت مقايضات التضخم لمدة خمس سنوات إلى 2.68% مقابل 2.39% في شهر يوليو الماضي".

مكاتب التداول توصي بشراء أدوات تحوط منخفضة التكلفة
تنصح مكاتب التداول في شركات كبرى مثل "جولدمان ساكس" و"سيتاديل سيكيوريتيز" عملائها بشراء أدوات تحوط منخفضة التكلفة للوقاية من الخسائر المحتملة في الأسهم الأمريكية، وذلك في ظل وجود مجموعة من المخاطر التي تلوح في الأفق على الرغم من الارتفاعات القياسية التي تشهدها السوق.

وتشهد المؤشرات الرئيسية ارتفاعًا متواصلًا تزامنًا مع توقيع الولايات المتحدة لاتفاقيات تجارية، وسط موسم أرباح قوي. ولم يسجل مؤشر "VIX"، وهو المؤشر الشهير لقياس الخوف في وول ستريت، هذا المستوى المنخفض منذ شهر فبراير، فيما قفز مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة تصل إلى 28% منذ 8 أبريل.

وهذا الوضع يجعل من السهل شراء أدوات تحوط رخيصة ضد أي انهيار محتمل في السوق.

وقد كتبت وحدة التداول في "جولدمان" في مذكرة موجهة إلى عملائها يوم الإثنين: "إذا كنت تشعر بالقلق، فإن السوق يسهل عليك الحصول على أدوات التحوط اللازمة".

وفي سياق آخر، أصبحت الأصول التايلاندية محط اهتمام بعد أن شنت طائرات "إف-16" التايلاندية غارات على مواقع عسكرية داخل الأراضي الكمبودية المجاورة، وذلك في ظل تصاعد حدة النزاع بين البلدين.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة